الجمعة، 14 سبتمبر 2012

مباحث علم اللغة

فلقد ذهب البعض إلى القول, بأنه يصعب تحديد الفروق الدقيقة بين علم اللغة, ومصطلح فقه اللغة لأن     أغلب مباحثهما متداخلة لدى طائفة كبيرة من علماء الشرق والغرب قديما وحديثا, بحيث أدى هذا التداخل إلى إطلاق كل من هذين المصطلحين على الآخر.

وذهب فريق آخر إلى القول بأن علم اللغة أعم, وفقه اللغة أخص, بمعنى أن فروع اللغة داخلة ضمن فروع علم اللغة والذى يشمل هذه الفروع ويزيد عليها.

ومن بعض علماء علم اللغة يؤيدون على عدم إطلاق مصطلح "فقه اللغة", لأنه أطلق فى القديم والحديث على مباحث ليست من علم اللغة الحديث فى شيء.

وأما أصحاب فقه اللغة, بحيث يرون أن مصطلحهم أحسن, لأن بين هذين المصطلحين ترادفا بعضها ببعض, لأن كل علم لشيئ فهو فقه له, فما أجدر هذه الدراسات جميعا أن تسمى فقها. ففقه اللغة يعنى فهم اللغة والفطنة إلى أسرارها والعلم بظواهرها اللغوية المختلفة.

1. الكلام على أصل اللغة الإنسانيّة الأول وكيف نشأت...؟
     إختلف أهل اللغة بحيث يرون على كيفية نشأت اللغة, هل بطريق التوقيف والإلهام, أم بطريق المواضعة والإصطلاحى, أم بطريق المحاكاة والتقليد. ويشمل هذا المبحث أيضا على أن اللغات أفضل أو أفصح أو أغنى من بعض وغير ذلك من الأمور التى تعالج اللغة فى أدوار نشأتها الأولى وهى أمور فلسفية, لأنها تعتمد على التخمين والظن فهى مسائل غيبية أو ظنية.

2.          يتعلّق بحياة اللغة وما طرأ عليها من غنى أو فقر, وسعة أو ضيّق, وعظمة أو ضعة وتفرّعها إلى لهجات.
وأسباب هذا التفرع والتنوع والمستويات اللغوية: لغة متركة أو فصحى وعامية, والصواب والخطأ فى اللغة والبئة اللغوية ومصادر المادة وما يتعلق بها من حيث الزمان والمكان.
إلا أن أهم فرع من هذا المبحث تفرع اللغة العربية إلى لهجات أو ما يسمى بعلم اللهجات “Dialectology”, وهو الذى يبحث تفرع اللغة إلى لهجاتها المختلفة وعوامل هذا التفرع وعلاقة الفرع بالأصل وكيف يمكن توحداللهجات فى لغة واحدة مشتركة أو عامة.

3.          دراسة الأصوات التى تكون الألفاظ اللغوية, ويسميه المحدثون العرب بإسم علم الأصوات, وكان القدماء يطلقون عليه "علم التجويد.
بحيث يدرس أصوات اللغة من زوايا عديدة فيعرض لها من ناحية النطق وما يرتبط بذلك من سمات صوتية دون النظر إلى وظائفها أو قيمتها اللغوية فى الكلمات التى تتألف منها وهذا ما يسمى بالخواص العامة للأصوات دون التعرض لمميزاتها الخاصة التى ترتبط بمعانيها فى اللغة اللفظية وهو ما يعرف بـــ”Phonetic”.
أما إذا كانت الدراسة للأصوات من ناحية قيمها ةةظائفها فى اللغة المعينة فيطلق عليها علم الأصوات التنظيمى, أو ما يسمى بعلم وظائف الأصوات, وهو ما يعرف بــــــ”Phonology”.

ولـــ”Phonetic” له فروع بحيث سنشيرها بالتالى:
أ‌.                إذا كانت الدراسة الصوتية فى لغة ما من اللغات, والغرض منها بيان الحقائق الصوتية, موجهة المخارج والصفات, وكيفية النطق وأثر بعضها فى بعض, وما يحتمل لها من تبدلات, وكذلك من حيث دراسة أعضاء النطق المختلفة, وهذا يسمى بـــــ"علم الأصوات الوصفى".
ب‌.       إذا كانت الدراسة الصوتية فى لغة ما فى فترة طويلة من الزمان, وكان الغرض منها تتبع الأصوات لغرض الوقوف على ما أصاب هذه الأصوات من تطور, وتبدل ومعرفة القوانين التى خضعت لها فى هذا التطور, وهذا يسمى بــــــ"علم الأصوات التاريخى".
ج‌.         إذا كانت الدراسة الصوتية خاصة بلغتين لمقارنة أصواتهما وكشف وجوه الشبه والإتفاق أو أوجه الخلاف بينهما سمى بـــــــ"علم الأصوات المقارن".
د‌.             إذا كانت الدراسة الصوتية عامة لكل اللغات لغرض الوقوف على حقيقة الأصوات اللغوية وما يتحكم فيها من قوانين عامة تخضع لها فى تطورها وتغيرها سمى بـــــ"علم الأصوات العام".

4.          دراسة اللغة من حيث المعنى”Semantic”
بحيث يطلق عليه عندنا فى علم اللغة العربية بـــ"علم الدلالة", ومهمة هذا العلم هو البحث فى المعانى, ومشكلاتها, والعلاقة بين الكلمة والمعنى, وطرقه وقوانينه وأسبابه وحياة الكلمات والمراحل التى تمر بها من ولادة, ونشأة, وشباب, وشيخوخة وموت.
وزعم البعض, بحيث يحدد مهمة هذا العلم بالبحث فى معانى الألفاظ المفردة على مستوى المعاجم, والبعض الآخر يوسع دائرة إختصاصها بحيث يتناول النظر فى معانى المفردة والجمل والعبارات جميعا دون تفريق. والفريق الثالث يرى أن علم المعنى فرع له وظيفة خاصة وهى البحث فى المعنى الحقيقة لكن على أساس أن ما يوضحه فى ذلك الشأن إنما هو جزء واحد من المعنى الكلى.

5.          علم النظم”Sintaksis”
وهذا العلم أغلب شبيهة بعلم النحو المعروف لنا, فهو يهتم ببناء الجملة والأشكال التى تأخذها العبارة فى اللغة ويبحث أيضا فى أشكال الجمل من شرطية وخبرية وإستفهامية وموجبة ومنفية وتعجبية...إلخ.
وينقسم هذا العلم إلى أربعة أقسام: وصفى, وتاريخى,ومقارن, وعام.

6.          علم الأساليب Stylistik”
هو العلم الذى يبحث فى أساليب اللغة وإختلافها بإختلاف فنونها من شعر ونثر وخطابة ومحادثة وكتابة ومسرح وقصة ومناظرة...إلخ. وينقسم أيضا إلى أربعة أقسام:
أ‌.                دراسة وصفية          ب. دراسة تاريخية
ج‌.         دراسة مقارنة               د. دراسة عامة

7.          البحث فى أصول التى جاءت منها الكلمات فى لغة من اللّغات, ويطلق على هذا المبحث"”Etimologi.
وهى العلم الذى يبحث فى الأصول بحيث يتناول أمورا جزئية فهو يبحث عن الأصول التى جاءت منها الكلمات فى كل لغة على حدة. وليس الغرض من وراء هذه الدراسة الكشف عن القوانين العامة.
من أهم قسم هذا البحث هو مبحث فى أصول الأعلام, بجميع أقسامها سواء أكانت شخصية أم أعلاما لقبائل وعشائر أم لجبال وأنهار وأمصار...ألخ, وهو ما يسمى بـــــ”Onomastic”.

8.          بحوث إجتماعيّة (علم الإجتماع اللّغوى)
يشمل أيضا علم اللغة ضمن مباحثه البحوث الإجتماعية والتى تهدف إلى بيان العلاقة بين اللغة والمجتمع فى اللغة بما يشمل من حضارة ونظام وبيئة جغرافية وماخيه. ولذا أنشأ علماء الإجتماع ما أسموه بـــــ"علم الإجتماع اللغوى".

9.          بحوث نفسيّة تبيّن العلاقة بين الظواهر اللّغويّة المختلفة والظواهر النفسيّة من تفكير وخيال وتذكر....إلخ.
فنفسية الشعوب ليست واحدة, فهذا مجتمع يعيش فى بيئة مستقرة إقتصاديا, ودلك يعيش فى بيئة غير مستقرة مما يؤثر فى نفسية هذا الشعب وبالتالى تؤثر على الظواهر اللغوية المختلفة. ولذا وجدنا علماء النفس يولون هذه المسائل عناية خاصة وأنشأوا ما أسموه بـــ"علم النفس اللغوى"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق