الجمعة، 14 سبتمبر 2012

التفريق بين المصطلحات, و البيت الشعري عَروضيا

التفريق بين المصطلحات
هناك مجموعة من المصطلحات يحسن بطالب علم العروض أن يدرك الفرق بينها ؛ لأنها تمس العلم الذي يدرسه ومن تلك المصطلحات ما يلي :

الشعر :

قال ابن خلدون :(( الشعر هوكلام البليغ المبني على الاستعارة والأوصاف ، المفصل بأجزاء متفقة في الوزن والرويّ ، مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده عما قبله وبعده ، الجاري على أساليب العرب المخصوصة به )) . ومما يعد من الشعر قول أبي فراس الحمْداني :
أراكَ عصيَّ الدمعِ شيمتُك الصبْرُ     #   أما للهوى نهيٌ عليكَ ولا أمرُ   
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعةٌ          
#  ولكنَّ مثليْ لا يذاعُ له سرُّ
إذا الليلُ أضوانيْ بسطتُ يدَ الهوى  
#  وأذللتُ دمعًا من خلائقِه الكِبْرُ

النثر :

الكلام الجيد نوعان : نثر وشعر . أما النثر فهو الكلام الذي يجري على السليقة من غير التزام
وزن ، وقد يدخل السجعُ والموازنةُ والتكلفُ الكلامَ ثم يبقى نثرا إذا بقي مجردا من الوزن .

والنثر أسبق أنواع الكلام في الوجود لقرب تناوله ، وعدم تقييده ، وضرورة استعماله . وهو
نوعان : مسجع إن التُزِمَ في كل فقرتين أو أكثر قافية ، ومرسل إن كان غير ذلك . وقد كان العرب ينطقون به معربا غيرَ مَلْحُونٍ ؛ لقوة السليقة ، وفعل الوراثة ، وقلة الاختلاط بالأعاجم .

 

الشعر المنثور :

الشعر المنثور ، أو الطَّلْق أو المنطلِق أو المحَرَّر أو قصيدة النثر- تسمياتٌ مختلفة لنوع من الكتابة النثرية تشترك مع الشعر في الصور الخيالية ، والإيقاع الموسيقي حينا ، وتختلف عنه في أنظمة الوزن ، والقافية  ، والوحدات .

وقيل : هو الكتابة التي لاتتقيد بوزن أوقافية ؛ وإنما تعتمد الإيقاع الداخلي ، والكلمة الموحية ، والصورة الشعرية . وغالبا ماتكون الجمل قصيرة ، محكمة البناء ، مكثفة الخيال .

وقد كانت بداية هذا النوع في الربع الأول من هذا القرن عندما اعتمد جبران والريحاني فنا أدبيا يجعل النثر الفني أسلوبا ، إلا أنه يتميز بعاطفة شعرية ، وخيال مجنح .

 

النظم :

هو الكلام الموزون المقفى دون شعور أو عاطفة أو خيال أو صورة  ،  ومعظم النقاد يجعل النظم دون مرتبة الشعر في الجودة من حيث المضمون ، والخيال ، والعاطفة وغيرها من عناصر الشعر ، دون الوزن . فالشعر ، عادة ، يطفح بالشعور الحيّ ، والعاطفة الصادقة ، فيؤثر في مشاعرنا . أما النظم فركب بطريقة لا يقصد بها إلا المحافظة على الوزن ، والإيقاع كانتظام حبات العقد في السلك ، دون أن يكون فيه روح أو حياة .

والمقياس في التفريق بين الشعر و النظم يعود بالدرجة الأولى إلى الذوق الأدبي . وهذا الذوق يتربى بكثرة مطالعة الشعر الجميل .

هذا ، وإن لم يكن ثمة حدود دقيقة فاصلة بين الشعر و النظم ، فإنه  يمكننا التمييز بينهما بسهولة في كثير من الأحيان ، فمما يعد نظما لاشعرا عند الذين يفرقون بين المصطلحين ما نظمه الفقهاء والنحاة ، وكثير من شعراء عصر الانحطاط ،و مما يعد منه أيضا الشعر التعليمي .
ومن النظم هذان البيتان ( من الرجز ) :
أجادها نحويةً صرفيهْ


قد نظم ابن مالك ألفيهْ

     
سهَّلت فيه حفظها للفتيةِ
 

وقد تبعت إثره في الهمزةِ
 

أسئلة وتدريبات على ماسبقت دراسته

س1   : ماذا قال ابن خلدون في تعريف الشعر ؟ ، وما المقياس في التفريق بين الشعر والنظم ؟ .
س2   : ما النثر ؟ ، وما السابق في الوجود الشعرُ أم النثر ؟ وما علة ذلك ؟ .
س3   : اذكر الفرق بين الشعر ، والشعر المنثور .
س4   : ما تعريف النظم ؟ ، ومن الذين يعد كلامهم نظما ؟ اذكر مثالا له في بيتين .




تعريف البيت الشِّعْري ّ:

 البيت هومجموعة كلمات صحيحة التركيب ، موزونة حسب علم القواعد والعَروض ، تكوِّن في ذاتها وَحدة موسيقية تقابلها تفعيلات معينة .

وسمي البيت بهذا الاسم تشبيها له بالبيت المعروف ، وهوبيت الشَّعْر ؛ لأنه يضم الكلام كما يضم البيت أهله ؛ ولذلك سموا مقاطِعَهُ أسبابا وأوتادا تشبيها لها بأسباب البيوت وأوتادها ، والجمع أبيات .

 

ألقاب الأبيات :

أولا :من حيث العدد :

      ‌أ-        اليتيم : هو بيت الشعر الواحد الذي ينظمه الشاعر مفردا وحيدا .
      ‌ب-    النُّتْفَة : هي البيتان ينظمهما الشاعر.
      ‌ج-     القطعة : هي ما زاد على اثنين إلى ستة من أبيات الشعر .
      ‌د-       القصيدة : هي مجموعة من الأبيات الشعرية تتكون من سبعة أبيات فأكثر . 

ثانيا : من حيث الأجزاء:

      ‌أ-        التام : هوكل بيت استوفى جميع تفعيلاته كما هي في دائرته ، وإن أصابها زحاف أوعلة .
وذلك كقول الشاعر:
ولمْ أرَ بدرًا قطُّ يمشي على الأرضِ



رأيتُ بها بدرًا على الأرض ماشيًا


فهو من البحر الطويل وتفاعيله ثمان في كل شطر أربع .
      ‌ب-  المجزوء : هوكل بيت حذفتْ عَروضه وضربُه وهذا واجب في كل من : المديد والمضارع والهزج والمقتضب والمجتث ، وجائز في كل من البسيط والوافر والكامل والخفيف والرجز والمتدارك والمتقارب . وممتنع في كل من : الطويل والمنسرح والسريع .
كقول الشاعر من الوافر المجزوء :
وقصْديْ الفوزُ في الأملِ



أنا ابنُ الجد في العَملِ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق